إنضم إلينا

10 اكاذيب عن العمل الحر



إن كنت تفكّر في الاتجاه للعمل الحر، فكن على حذر من أنَّ الكثير مما تسمعه عن مساحة الحريّة، ومقدار الدّخل، والعمل في حدّ ذاته ما هو إلا نوع من التضليل.
يبدو أنَّ العمل المستقل هو هدف العديد من المحترفين في مجال تقنية المعلومات إلّا أنّه يُخالف حقيقته. ويعتقد الكثير من أنَّ المستقلّ في عمله يتمتّع بخلوّ باله من همَّ تسديد فواتيره. وقد تعطي القصص التأمليّة التالية انطباعًا عن أنّ لدي مشكلة مع العمل المستقل ولستُ كذلك في الحقيقة بل على العكس حيث ينتابني أحيانًا شعور أنّي حصلت على ورقة اليانصيب الرّابحة عندما أقوم بعملٍ مستقل ( لا أعني أنّي حصلت على نفس المبلغ، بل أعني شعور الفائز بها ) . فإذا ما كان العمل المستقل هو هدفك، فاعمل على ذلك بناءً على أسبابك الشخصية، لا بناءً على الخرافات التي تسمعها حوله.  

1-      الثراء الفاحش

إن كنت تعتقد أنَّ العمل المستقل هو طريقك إلى الثراء، فاشتر خريطة أخرى. قد يكون العمل المستقل مدرًّا للأرباح إن كنت تعمل في المكان المناسب والوقت المناسب. يُناضل الموظف المستقل ليحافظ على توازنه كأي شخص آخر. لم يسبق لي التعرّف على أي موظف مستقل ادّعى أنَّ حياته خلال العمل المستقل أفضل بكثير مما عليه عندما حصل على عمل بالطريقة التقليديّة.  فخلال فترة قحط المردود الماديّ، وبعد أن تبدأ الخزينة بالتقلّص، يتراءى لك أنَّ العمل المستقل مخيف للغاية. 

2-      التخصص

نجد التخصص في القطاع العسكري، وكذلك الأمر بالنّسبة للموظّفين المستقلّين؛ فبإمكانك أن تحفر اسمك في المجال الذي تعمل به. أحب مساعدة النّاس في استخدام برمجيّاتهم بطريقة فعّالة، إلا أنَّ هذا الحب لوحده لا يسدد فواتيري. تسبب لي بعض المشاريع التي أعمل عليها النّعاس مما يعني تخفيض قيمة ساعات العمل التي تُدفع لي كما أنَّ غفوة الظهيرة ليست ضمن ما يُدفع لي عليه ! تتغيّر صناعة تقنية المعلومات بسرعة مذهلة والمجال الوحيد الذي يمكن لأغلب الموظفين المستقلين التخصص فيه هو إعادة تدريب أنفسهم لمسايرة هذا التغير.

3-      الرئاسة المطلقة

أتعامل مع كل عميل لديّ كما لو كان رئيسي الوحيد. وأنشئ هذه العلاقة لغرض في نفسي. وأصبح في نهاية الأمر مرؤوسًا لدى عدّة رؤساء. يساومني العملاء أكثر من مساومة رئيسي التقليدي، وتنتهي هذه المساومة بحصولهم على ما يريدون. أمّا صلاحيات رئاستي لنفسي وعملي فتنحصر في قبول العمل على مشروع ما من عدمه. وأودّ أن أعرب عن ولعي بأني رئيس ذلك  الموقع الهيّن الذي أُحسد عليه، والذي يكون عملي فيه ما بين المطرقة والسندان. 

4-      إنجاز أعظم

وما الذي يعنيه ذلك؟! تقول الخرافة بأنَّ الموظف المستقل يُنجز أكثر من غيره ذلك أنّنا نركّز على ما بين أيدينا فقط. إلّا أن الحقيقة هي أنَّ الموظف المستقل ينجز أكثر لأننا نقوم بعمل الكثير. وساعات هذا العمل الطويلة غير مدفوعة للأسف. 

5-      سعادة أكبر

يعتقد البعض أنَّ الموظف المستقل يشعر بسعادة أكبر لأنّه يفعل ما يحب. وأنا أحب أحفادي وحديقتي، وأحب المشي لساعات طوالٍ في الغابات وتعليم الأطفال أنَّه ليست كل الأفاعي مؤذية. والعمل في تقنية المعلومات يدفع لي فواتيري لأتمكن بالتالي من  تدليل أحفادي وامتلاك حديقة. أرجو أن لا تسئ فهمي، فانا أعرف الكثير من الموظفين المستقلين في مجال تقنية المعلومات مستمتعين للغاية في أعمالهم، وأنا أحدهم. إلّا أنه وعلى الرغم من ذلك،  فإني أعتقد أنَّ معظم الموظفين المستقلين منشغلين بأعمالهم لامتلاكهم مهارات تسويقيّة قويّة، لا لشغفهم بتقنية المعلومات ( بالمناسبة، لا يمكن استخدام كلمتي الشّغف وتقنية المعلومات في الجملة ذاتها).
أبدأ صباح العمل بمزاج إيجابي ووعي بما يمكنني فعله بالمهارات التي لديّ ( بالإضافة إلى وعيي بحدودي) . وهذه بالتالي ميزة مضافة لي إلا أنّي أفضّل أن أعمل بهذا المزاج في وظيفتي التقليدية، فالأهم أنّا لا العمل المستقل.

6-      العمل بملابس النوم

لا يمكنني إنكار هذه الخرافة، فلست متلصصًّا على النّاس إلّا أني لا أرتدي البيجاما خلال عملي إلا في حالة كنت أتحقق مما لدي من عمل عند مرضي ( لأني لستً متفانٍ كافية ) . أُطلق النُكات على نفسي عندما أعمل بملابس النّوم، وذلك لا يعدو كونه ضربًا من المزح ! عليّ أن أحافظ على انضباط يومي يتضمن تنظيف أسناني، و ارتداء ملابسي لأستكمل ما كنت أعمل عليه في اليوم السّابق ( وأقوم بتعبئة حوض الطيور وأنا أرتدي ملابس النّوم، والقيام بهذا الأمر ليس مبررًا للشائعات. )

7-      حريّة أكبر

إنَّ الحريّة الوحيدة التي ينعم بها الموظّف المستقل فعليًّا هي أن يكون مفلسًا ( لا أستطيع إدعاء أنَّ هذه العبارة هي من بنات أفكاري، فقد سمعتها كثيرًا. ) قد يستطيع الموظّف المستقل أنّ يمارس حريّته في تغيير روتينه اليوميّ شيئًا ما كأن يسأل نفسه إن كان  لديه رغبة في العمل منذ الفجر وحتّى الليل أم من الليل وحتّى الفجر؟ أو إذا ما كان يرغب العمل من يوم الاثنين وحتّى يوم الأحد، أم من يوم الثلاثاء وحتّى يوم الاثنين؟ بمقدور الموظّف المستقل الاختيار، إلّا أنّه اختيار ذو عواقب.

8-      ضغط أقل

وهذه الخرافة غير حقيقيّة إطلاقًا ! فعند إقالة الموظّف في التوظيف التقليدي فإنّه يستفيد لفترة مؤقّتة من تعويضات البقاء دون عمل. أعيش قاب قوسين أو أدنى بسبب عميل متغيّر أو اثنين من تسوّل بقايا الطّعام عند النّهر الأحمر أو حمل بطاقة مكتوبٌ عليها " سأعمل في البرمجة لأتمكّن من الغيش. " يا لها من قصّة درامية ! إلّا أنَّ للموظّف المستقل المسؤوليات ذاتها التي تقع على كاهل أي شخص آخر.

9-      امتلاك موقع إلكتروني

سألت ذات مرّة قرّاء موقع تيك ريببلك ( جمهورية التقنيّة ) عن ضرورة وجود موقع إلكتروني لمن يعمل في مجال تقنية المعلومات وقد أجاب معظمهم بأهميّة ذلك. وعلى الرّغم من أنّي أتّبع بنفسي خطوات النشر على المواقع الإلكتروني التي أقترحها، لم تأتِ لي النتائج بأي عمل. فالمقولة المتداولة " سيأتون إليك إن أطلقت موقعك الخاص " غير صحيحةً تمامًا، على الأقل في حالتي. فجميع طلبات المشاريع تأتيني عن طريق الإعلان الشفهي وطرق الانتشار التي عتا على الزّمن.ّ
لا يعني ذلك أنّي لا أشجّع الموظّف المستقل في تقنية المعلومات على إنشاء موقع إلكتروني متخصص في المعلوماتية، إلّا أنّي غير مقتنع من أنَّ هذا الموقع قد يجذب إليك تعاونات جديدة.

10-   الاستيقاظ المتأخّر

بينما تقوم بإعداد فطور الصباح وتمديد عضلات جسدك، أقوم بالإجابة على الاتّصالات منذ بداية النّهار. وصحيح أنّه لا يلزمني إلا المشي في البهو لأصل مقرّ عملي، إلّا أنّي قد بدأته قبل وصولي وذلك عندما وضعت قدمك في حوض الاستحمام. أستيقظ أحيانًا متأخّرًا، إلّا أنّ عدد هذه الأحيان لا يزيد عن أحيان بقيّة الموظّفين. يمكنني سماع التضجّر الجماعي، وتستطيع أنت سماعه كذلك إن أردت. وعلي أن أكون برسم الخدمة عندما يكون عملائي في أعمالهم. وأي شيء أقل من ذلك سيُعد تصرّفٌ غير مؤول وسيتّجه عملائي لغيري قريبًا.
لا شيء من الخرافات السّابقة جذبني للعمل المستقلّ. فواقع الأمر، أنّه وبعد ما يقارب من العشرين عامًا في طريقة التوظيف التقليديّةـ أصابني التّعب من انتقال الشركة للخارج لمواصلة أعمالها التجارية، أو انتقالها إلى مكان آخر، أو استبدالي حين يأتي المدير الجديد بطاقم العمل التّابع له. لا أريد مطلقًا من أن تصبح حياتي تحت رحمة الآخرين أو تسلّطهم مرّة أخرى. لدي الثّفة بمهاراتي الشخصيّة .. أدفعتني للأفضل أو الأسوأ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق